يوميات لم يغطها الغبار بعد (8)
9-9-2021 6:44:44 PM
يوميات لم يغطها الغبار بعد
(8)
ديوان الرقابة المالية الاتحادي
(14/10/2004ـــ14/10/2014)
تضمن برنامج مؤتمر المنظمة الدولية لأجهزة المحاسبة العليا (الانتوساي) المنعقد في جنوب أفريقيا عام (2010) قيام الجهاز الهولندي بعرض تجربته المتضمنة أستخدام المعلومات التي تقدمها الأقمار الصناعية في تقدير الخسائر المترتبة على الكوارث البيئية حيثُ كان الاتحاد الأوربي قد طلب منهُ تقدير الاضرار المترتبة على الغابات نتيجة الفيضانات في الأنهار المتحاده بين بعض البلدان الاوربية .
طلبت من زملائي في الوفد حضور الورش التي سيعقدها الهولنديون للاطلاع على الشرح التفصيلي لهذه المهمة . وطلبنا كافة كافة الأوليات المتوفرة لديهم عن طريقة تنفيذهم للمهمة . العملية بشكل بسيط هو تثبيت الوقائع المصورة من قبل الأقمار الصناعية على الخارطة قبل حصول الكارثة ثم تمرير الوقائع ( الصور ) الجديدة أثناء وبعد حدوث الكارثة وفقاً لمعطيات الأقمار الصناعية , وعندها تحدد الى درجة تفصيلية كبيرة جداً أبعاد الاضرار .
أي أعتماد دراسة تاريخية لتغيير الوقائع الجغرافية المتاحة عبر الوسائل المعاصرة للاتصالات .
عند عودتنا الى العراق استدعيت أحد الفنيين المتخصصين في الحاسوب وسلمته هذا البرنامج وطلبت منهُ دراسته بهدوء وأن توفر لهُ كل الإمكانات للصول الى قناعة بشأن أمكانية تنفيذه وبعد فترة أعلمني بالتمكن من البرنامج .
كان من المقرر أستخدام هذا البرنامج في الكشف عن تهريب النفط ومشتقاته خارج العراق عبر الصهاريج وكذلك في مجال تقدير الاضرار التي لحقت منازل ومزارع الأهالي نتيجة العمليات العسكرية خلال الفتره التي سبقت (2013) أذ يمكن الوصول حتى الى تقدير الضرر الذي لحق بالغرفة الواحدة و ليس فقط على مستوى الدار . والتوصل الى تقدير موضوعي ومنصف للمتضررين ويمنع التلاعب واستغلال فرص التعويض في غير أعتبارها الاخلاقي .
عندها كان علينا أن نتوجه الى الجهات الرسمية التي تتعامل مع الخرائط التي يمكن أن توفرها الأقمار الصناعية فبدأنا بدائرة المساحة ولم نجد فيها خرائط محدثة تفي بالغرض . وعند الاتصال بوزارة التخطيط باعتبارها الجهة المنسقة في ذلك المجال والمستفيدة من هذهِ الخدمة أعلمتنا بأن تطبيق ذلك والتحديث المتواصل للمعلومات المثبتة على الخرائط مكلف وقد يتجاوز عده ملايين من الدولارات وهو مالم يكن متاح لديهم . وعندها توقف المشروع .
عندما نريد ردم فجوه التخلف التقني مع العالم علينا أن نبداء من حيث أنتهى العالم ولا نستمر في اختراع العجلة التي كان العراقيون القدماء هم أصحاب الامتياز في أختراعها .
ولايوجد ابداَ مايحد من قدرة العراقي على استيعاب واستخدام هذهِ التقنيات كما أثبتت في التجارب والمشاهدات الشخصية لحد اليوم .
ولذا فربما هذه الاسطر تحفز الى أستخدام ذات التقنية المتطورة في ظل تراجع الكلف و أنتشار أستخدام المعلومات المتاحة عن طريق الأقمار الصناعية في ظرفنا الحالي .
د.عبد الباسط تركي سعيد